احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

أولا : التطور والإسلام: 

بعد فشل جميع المحاولات من النيل من إسلامنا يتجه الغرب ومعه الماسونية ومن لايريد خيرا للمسلمين إلى أسلوب شيطنة الإسلام وهذا المصطلح يعني أن يتم زرع الكره للإسلام عند المسلم وغير المسلم وأن يكون الإسلام شيطانا عالميا يجب التخلص منه حتى تتطور الأمم .
ومن هذا لم يقم الغرب إلى الآن في وضع تعريف حقيقي للإرهاب وذلك للقضاء على كل مسلم بإسم الإرهاب ويكون ذريعة للقضاء على من يريد الغرب القضاء عليه وإعائقته بالسجن وغير ذلك .
ومن هنا أخواني أسمع كثيرا عن أن الإسلام غير صالح لقيادة المجتمع وأنه العائق أما أي تطور كوني أو خلقي أو حتى تكنولوجي ويبررون دعواهم بقولهم بأن رجالات الدين دائما يتدخلون في كل كبيره وصغيره لابراز فتوى تشل التطور من جهة وقد تخضعه لقوانين الشرع وتضع عليه الحدود وغير ذلك من المسميات .
يقول البعض بأن الفتوى طريقها دائما ضد التطور وكأن الإسلام يقف عائقا أمام التطور فعندما تسأل فتاة متبرجة لماذا خلعتِ حجابك ؟ وعندما ننتظر الأجابة منها علها تكون إجابة شافيه وافيه تقول : إن الناس قد وصلت القمر وأنتم تدعون للحجاب أي أن الوصول للقمر أو بالأحرى التطور بشكل عام يتعارض مع الإسلام ومع قيم الإسلام وما يدعوا إليه الإسلام .
لذلك نقول لها ولغيرها إن وصول القمر شيئ طبيعي تحكمه ظروف التطور التي تمر بشكل طردي مع الزمن ومع تطور الحياة لكن أيهما أهم : حجاب المرأة أم الوصول للقمر ؟ أخوتي أن الوصول للقمر كماقال أحد العلماء هو وصول مخلوق إلى مخلوق أي وصول البشر للقمر وكلاهما مخلوقين أما الحجاب فهو صلة وصل بين المرأة وربها أي التواصل بين مخلوق وخالق ومن هنا نقول أن تلتزم المرأة بحجابها هي أفضل من الوصول للقمر لأنها تصل ربها ولاتصل مخلوقا إنما خالقا .
طبعا هناك من يقول بأن المقارنة بين تلك الحالتين لاتجوز أصلا فكيف نقارن بين تطور وبين حجاب فأيضا نقول لهم : 
إن الألتزام بتعاليم الدين بدءا من الحجاب نهاية في كل مافرض علينا من فروض أي التدين والإلتزام الوسطي بالإسلام والتمسك بالقرآن الكريم وباللغة العربية الصحيحة هي أهم من أي تطور آخر فمثلا التدين هووسيلة تفرغ الشخص فيها لدراسة القرآن الكريم والحديث الشريف وكلنا يعلم الإعجاز العلمي في القرآن فلو صفت النية وتم التدين الحقيقي ودراسة معمقة للقرآن الكريم منبع الأسرار الكونية ودراسة السنة النبوية بكل حيثياتها وتفاصيلها ودمجنا ذلك التدين مع العلم الوضعي أو العلم بشكل عام فلكيا كان أو غير ذلك لوصلنا إلى حقائق علمية كونية لايمكن لغير المسلم مهما ماوصل من علم للوصول إليها وهذا مايقوم به علماء وخاصه مفسروا القرآن الكريم من أمثال الشيخ الشعراوي كمفسر والشيخ الدكتور زغلول النجار ويستطيع أي شخص يقرأ كتب النجار ليجد العجب العجاب من أمر الكون مذكورا في القرآن الكريم لانه ببساطة دمج علمه الشرعي بعلمه الفلكي فوصل للمنشود .
إذا الإسلام ليس عائقا أما التطور بل هو أساس التطور في حال تم الإلتزام به ألتزاما حقيقا بكافة شروطه 
نعم لاننكر وجود عوائق في الأسلام وذلك لسببين : 
1- الإسلام هو الداعي الحقيقي لحقوق الإنسان ميتا وحيا لذلك لايمكن للقوانين الإسلامية أن توافق على تجارب معينة قد تؤذي مشاعر المسلمين أو قد تكون أو تسبب إشكاليات تنقص من حقوق المسلم . مثلا الإستنساخ البشري فهو يتنافى مع أخلاقيات الإسلام وخرجت فتوى إسلاميه وغير إسلامية ضده وأنه لايجوز وأيضا بالنسبة للحمل للنساء والتجارب على البشر وغير ذلك وبالإضافة ألى بنوك الأعضاء البشرية والإختلاف عليها .
2- قلة العلم عند بعض الشيوخ : فنجد مثلا فتوى تتعلق بالكون يقوم المفتى بالتفوه بها خطأ دون علمه أصلا بالفلك والكون فنجعل للغير ذريعة للتذرع بها بأن الإسلام متخلف وبالحقيقة أن القرآن شرح جميع الظواهر الفلكية لكن عند من يعلم تماما حقيقة القرآن ودمع العلم الشرعي مع العلم الفلكي والعلم الوضعي بشكل عام من ذلك كروية الأرض واتساع الكون وغيرها من النظريات المهمه .
فهناك فتوى من البعض بأن الأرض لايمكن أن تكون كروية واستدل من القرآن الكريم على ذلك بقول الله تعالى : والأرض مددناها وهذا قلة علم حقيقي بالكون وباللغة العربية وأيضا بالقرآن الكريم فقد رد كثير من العلماء على تلك الفتوى بأن هذه الأية القرآنية هي دليل بأن الأرض كروية وليس العكس وسأشرح ذلك كما شرحه الشيخ الشعرواي رحمه الله تعالى حيث قال : 
والأرض مددناها أي أنك عندما تمشي وتنظر أمامك ستجدها ممدودة والشكل الذي كلما نظرنا أمانا بقى ممدودا ألا هو الكروي فلوكانت مربعا لانتهت عند طرف ولو كانت مثلثا لانتهت عند طرف ولوكانت ممدودة بخط مستقيم فستكون لها نهاية لكن الأرض مددناها أي ستبقى أما نظرك مهما مشيت ممدودة وهي لاتكون سوى بالشكل الكروي .
وطبعا هناك أدلة شرعية كثيرة ذكرها العلماء تستطيعون الرجوع إليها بكتب الإعجاز القرآني .

ثانيا: اللغة العربية 


من أهم أسس الإشكالية هي اللغة العربية والبعد عنها وإرساء قواعد العامية بكل بلد وهذا من أكبر المخاطر الت تتمثل بالتالي : 
1- البعد عن اللغة العربية سيشتت أبناء العرب ويرسخ التفرقة في العقول فاللهجات المختلفة اليوم لايخفى على أحد أنها تدل مباشرة على البلد الذي يخرج منه الشخص وهذا ينافى مبادئ الإسلام الذي دعى للوحدة فلاأستطع مثلا أن أجد شخصا وأقول له مصريا أو لبنانيا بدل أن أقول له أخي المسلم أو ياأخ العرب مثلا فهذه بالتالي تفرقة سببها البعد عن اللغة العربية السامية لغة القرآن المجيد.
2- البعد عن اللغة أدى إلى خروج كثير من الشيوخ الذين يفسرون القرآن الكريم تفسيرا خاطئا قد يصل درجة التغير التام بالمعنى فاللغة العربية لو طبقناها تماما بكل علم فسيتم تفسير آي القرآن العظيم بشكل صحيح ومنها قد نصل لأي تطور أو تفسير أي ظاهرة كونية لأن القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان . واللغة العربية تقلب المعنى بتغير حركات الأحرف وقد يكون لكلمة واحدة أكثر من معنى فاللغة العربية دقيقة جدا مثلا في سورة الكهف أوقفتني مسألة هي كلمة بينهما مع كسر النون وكلمة بينهما مع فتح النون فمالفرق بين كلا الكلمتين وهما نفس الكلمة لكن تختلف بتشكلية حرف النون ؟
بالأولى تستخدم الكلمة في الحديث بين شخصين أما في الحالة الثانية فتكون في عدة أشخاص فعندما أقول بيننا بكسر النون أكون قصدت أنا وشخص آخر ولكن عندما أقول بيننا بفتح النون أكون قصدت عدة أشخاص معي .
طبعا هناك أسرار كثيرة باللغة العربية وهي بحور عظيمة ذات أمواج ثقافية سامية والسباحة بها والغطس بين جنباتها يوصل لكل خير وكل تطور حقيقي 


الإسلام والحضارة ( صراع الحضارات ):

الحضارة هي : مزيج من الدين واللغة والثقافة فلوكان هناك مجمتع يتمتع بلغة واحدة ودين واحد وثقافة واحدة فسيكون مجتمعا عقائديا .
أما المدنية : فهي ما نستعمل من أجل بناء الحضارة فهذا هو الفرق بين المدنية والحضارة كمايقول ماكيفر : الحضارة هي نحن أما المدنية فهي ما نستعمل , فالحضارة تتمثل في
الفنون والآداب والديانات والخلاقيات وكل مظاهر التعبير عن الروح العميقة للفرد والمجتمع 
بينما المظاهر التكنولوجية والسياسية والإقتصادية والآلية هي المدنية كما يذهب إلى 
الإستنتاج ألفرد فيبر .
يقول أحد علماء النفس الإجتماعي بأن الصراع في المراحل القادمة ستكون على شكل صراع حضارة أي تصارع بين الايدلوجية والثقافة الدين أي عن ماترسخ من عقائد اجتماعية في الفرد والمجتمع والحقيقة أننا لسنا كملسمين دعاة صراع حضارة لكن سنتحدث لاحقا بالموضوع بشيئ من التفصيل .
أي مجتمع يقسم الى ثلاثة أنماط رئيسية : 

1- نمط تقليدي : هو النمط الموروث من عادات وقيم معينة في أي مجتمع ويتم الدفاع عنها أمام الحداثة والديمقراطية .

2- نمط ليبرالي : أي وسطي وهي تأخذ من الموروث الثقافي في أي مجتمع فقط ما يدعم مسيرة التطور والحداثة .

3- النمط الأصولى : وهو يعتمد على العقيدة في تحديد هوية أي مجتمع ويسعى لتطبيق قواعده عنوة على المجتمع وهذا هو أخطر ها.
إذا الإسلام بوسطيته يجمع بين الوسطية اليبرالية والتقليدية وحرم على نفسه الأصولية المنحرفة وذلك من خلال مايلى : 
الإسلام اعتمد على الموروث الثقافي الأخلاقي عند العرب في عصر الجاهلية ودعم تماما تلك الصفات والأخلاق وحث عليها وجعلها أحد أهم ركائز الدين الإسلامي فقال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم يصل بأخلاقه درجة الصائم القائم فهو بذلك دعا إلى مكارم الأخلاق التي كانت سائدة أصلا بالمجتمع سابقا والخ من صفات وعادات .
والإسلام أعتمد على التطور في منح الحريات والمساوة للجميع دون النظر على أي اعتبارت عقائدية سياسة أو ثقافية ووضع منهج الأخوة في الله للجميع باختلاف أعراقهم ولغاتهم وألوانهم وبالتالي أخد من الليبرالية جزءا .
أما عن الإسلام الأصولى فهو من أخطر ما نستيطع التحدث عليه لأن الأصوليين فرضوا ما توصلوا أليه من نتائج على المجتمع ككل طالبين إما الخضوع لهم أو القتال للتطبيق كما يحصل في بعض البلدان الإسلامية لكن علينا شرح الموضوع والجواب على سؤال هام جدا ألا وهو : 

ماهي أسباب التوجه إلى الأصولية ؟

السبب الرئيس في ذلك هو انفراد أمريكا ببناء العالم الجديد بكافة أشكاله بعد انهيار الإتحاد السوفيتي وأمريكا ومن يحكمها يعتنق الإصولية المسيحية ويريد فرض حضارته وثقافته وايديولوجيته على باقي البلدان وبالذات التي تدين بالإسلام لينشر بذلك صراع حضاري قد ينتج كما نشاهد هو التوجه إلى الأصولية والأرهاب والإنتقام ويؤدي الى كوارث لاترحم أحدا من مساوئها
تستمر الاصوليه كمنتج ثقافي وكتيار هام في ثلاث حالات : 
ازمه الهويه الثقافية حينما تصبح المعاير والتفسيرات محط تساؤل 
ازمه اجتماعيه حينما تتهدد الاوضاع الاجتماعيه للجماعات على نحو نسبي اومطلق 
ازمه اقتصاديه أي عندما تتدهور المقومات المادية للحياة 
عندما تتشابك تلك الازمات وتشتد حدتها يتدافع الافراد الى المقولات الايمانيه والمقدسه التي تطرحها الاصوليه ويتم تخليهم تدريجيا للمقولات الديمقراطية والتعدديه وحقوق الانسان 
وهذه هي الخطورة في صراع الحضارة والتوجه إلى الأصولية لذلك يجب الإنتباه بعدم الإنجرار وراء الأصولية وبنفس الوقت البحث عن حلول عملية تقي المجتمعات من تلك التوجهات ومخاطر ذلك تقع على الغرب فعليه أن يعي تماما بأن الخطورة في صراع الحضارة تستهدف أمنه والتوجه نحو الأصولية لايخدم المجتمعات في بلداننا ولا حتى في بلدانهم ومن هنا نقول : 
فالإسلام الوسطي هو الداعم الحقيقي للحريات الأساسية الحوار والقبول للآخر والضامن الحقيقي وأعتقد الوحيد في سبيل تحقيق وقف مايسمى صراع الحضارات فالإسلام تقبل تماما ثقافة الغير وحاورهم ولم يكن يوما ليقاتل ليفرض ثقافته أصوليا على أحد .


الإسلام والحوار : 

بداية عندما نريد أن نقوم بأي عمل فجيب أن نبحث بداية عن ضمانات التنفيذ لذلك العمل كي ينجح أو على الأقل أن يكون هناك ضمانة تنفيذ غالبية المتفق عليه .
فالقانون الوضعي هي مجموعة لقواعد القانونية التي تحكم حياة أي فرد في المجتمع ويحكم بالتالي على تصرفات الفرد وسلوكه لكن بعد تنفيذ العمل وليس قبل تنفيذ العمل وبالتالي ليس هناك ضمانة على التقيد الخلقي بالقانون فالتقيد به هو تقيد شكلي وليس تقيد موضوعي ونقصد من ذلك أن الإنسان يحترم القانون بشكل عام لأنه مفروض عليه لكنه يكره التقيد به في بعض الحالات إنما التقيد به يكون مجبرا وليس مخيرا .
أما القانون الإسلامي فهو يحكم على الفرد وسلوكه بعد وقبل ارتكاب أي جرم أو مخالفة فالضمانة به أقوى وأشد وذلك لأن التقيد بالشرع الإسلامي هو تقيد موضوعي وليس شكلي بالتالي الفرد المسلم حين يتقيد بقانونه الشرعي يتقيد به مبتسما وليس مجبرا فهو مخير بالقلب وبالنية ولا أحد يعلمها سوى الله تعالى لذلك القانون الإسلامي كان أرقى وأكثر ضمانة وأمنا لقيادة أي مجتمع كان .

يقول البعض بأنه ليس في الإسلام حوار لكن هل هذا حقيقي ؟

نقول الحقيقة هي في من يطبق الإسلام وليس به فالإسلام هو دين الحوار وهو دين الرحمة والرأفة فالله تعالى قال في كتابة العزيز : وامرهم شورى بينهم 
بالتالي امرنا تعالى بالتشاور في أي امر والصحابة الكرام كماذكر بكتب السيرة كان احدهم ان عرض عليه أمرا مستجدا يجتمع مع باقي الصحابة الكرام ليقروا فتوى خاصة به فأن اجتمعوا سمي إجماعا وإن لم يجتمعوا على فتوى واحدة إلتزم كل منهم برأيه وسمى رأي الصحابي .
ماذكرته آنفا يدل تماما بأن الإسلام هو دين الحوار والتشاور فالشورى هي بأي حال من الأحوال حوار قد ينتج عنه رأي أو إجماع بالنهاية سيكون هناك حلا لأي مسألة تم عرضها للشورى والحوار .

أساس الحوار هو قبول الآخر أي أن يتم التحاور مع من يعارضني في أفكاري لنصل إلى أرضيات مشتركة ونقاط ارتكاز يتم من خلالها بناء علاقة نستيطع أن نسميها قاعدة أساس من خلالها يتم بناء باقي القواعد بالإتفاق وليس الإستبداد ولحماية الحوار تكون له شروط معلومة عند البعض ألا وهي : 

1- بناء ثقة بين الطرفين عن طريق تقديم شيئ من الحرية والمرونة في تقبل آراء الآخر .

2- تقديم عربون الحوار وهو تنازل عن مجمل الأفكار لصالح نقاط التلاقي .

3- البحث عن أرضيات مشتركة تكون قواعد يتشكل عن طريقها قواعد التلاقي.

4- بدأ الحوار بنقاط المشتركة بين المتحاورين والإتفاق عليها مع تأجيل نقاط الأختلاف الرئيسية لأجتماعات خاصة تسمى حلول الأوضاع النهائية وبها يتم التحاور والتشاور ليتم التنازل من قبل المتعارضين ليصلوا إلى حلول مرضية .

من هنا لو قارنا تلك القواعد وذلك التعريف عن قبول الآخر والحوار معه في الإسلام لوجدنا وكشفنا تماما بأن الإسلام فعلا هودين القبول للآخر وهو دين الحوار بلا منازع ولنعطي بعض الأدلة على ذلك : 
رسول الله عليه الصلاة والسلام كان له جار يهودي وخرج بجنازته ورهن درعه عند يهودي ومن هذه القصة نعلم بأن الإسلام دين حوار ودين قبول وليس دين إرهاب كما يصوره البعض .

قصص إسلام كثير من الصحابة كانت دليلا واضحا على الحوار في الإسلام ونستطيع الرجوع إلى قصة إسلام سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه وغيره .
الفتوحات الإسلامية التي كانت تتم ضد أعداء الله هي فتوحات بكل معنى الكلمة وليست غزو أو احتلال فالإسلام دخل القلوب والعقول فجميعنا يعلم بأن قواد الجيوش الإسلامية كانوا مستوصين بأن يطلبوا من أي مدينة يدخلونها إما أن يسلموا أو أن يدفعوا لجزية ودفع الجزية ليس كما يصوره البعض بأنه سرقة أموال بل هي كانت تسمى بدل جندية أي أن حماية هؤلاء عن طريق الجيش الإسلامي وبدل خدمة في جيش المسلمين بالتالي كانت تلك الجزية بمثابة مبلغ يدفع لقاء بدل خدمة في جيش الإسلام ولحماية جيش الإسلام له .
ثم يدخل الجيش الإسلامي ليعمر البلد المستهدفة علما وعمرانا وأخلاقا والأدلة كثيرة عن ذلك وأهمها سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه لجيش الإسلام وقوله بأن لاتقطعوا نخلة لا تقتلوا طفلا حتى قال له من دخل دور عبادتهم فهم آمنون تخيلو تلك الأخلاق الإسلامية العظيمة في قبول الآخر .
ومن أهم مايدل على قبول الآخر والحوار معه هو مافعله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقصته في فتح بيت المقدس الشريف حين دخل هناك وبدأ بناء المسجد الأفصى فاشترك المسلمين والمسيحين جنبا إلى جنب في بناء المسجد الأقصى وكنيسة القيامة فقام أحد البابوات في الطب من سيدن عمر أن يصلى بالكنيسة كنوع من التآخي فرفض سيدنا عمر فقال له ذلك القسيس هل هي حرام بالإسلام فقال لا والله إنما أخاف أن يأخذها منكم المسلمين مستقبلا بدعوى أن عمر صلى بها . 

والعهدة العمرية أيضا من أكبر الدلائل على ذلك ولمن أراد التزود قراءة العهدة العمرية بالبحث عنها في محرك البحث جوجل .
فانظروا إلى عدل الفاروق وانظروا إلى الإسلام بأبهى صور الحوار والقبول للآخر .
اما عن البعض في وقتنا الراهن ممن استلهموا فكر الإرهاب من بعض المنحرفين والذي يتكلمون بإسم الدين وهم يخرجون منه ولا يمثلون سوى أنفسهم ومن يتبعون لهم فهم صناعة غربية بحتة هؤلاء الذين يأتمرون من الماسوينة والصهيونية بإسم الإسلام ويقتلون المسلمين بالقيام بأعمال إرهابية تنافي قاعد الإسلام والهدف منها هو تشويه وشيطنة الإسلام كما ذكرت آنفا .
لذلك الخطأ هو بالتقيد في الإسلام وليس بالإسلام لأن الإسلام هو الدين الحقيقي والوحيد القادر على ضبط أي مجتمع كان فانظروا مثلا إلى مكة المكرمة وفيها مئات الآلاف من المصلين فعندما يقول الشيخ استووا تجد جميعهم يقف صفا واحدا فلا تسمع صوتا سوى للقرآن الكريم فلماذا يتقيد بكلام الشيخ هؤلاء ؟

نقول هم يتقيدون لأنه كما قلت سابقا الإسلام يحكم العمل بالنية وبالقلب بالتالي نستيطع بالإسلام الوصول إلى مجتمعات حضارية حقيقة وليس مزيفة وأخلاقية لكن حين يتم تطبيق الإسلام بحذافيره .
لاننكر التخوف من المجتمع الإسلامي الذي يتمثل في وصول بعض المنحرفين لموقع مسؤولية قد ينجم عنه صراعا يعصف بالمجتمع وقد ينتج عنه تحويل مجتمع بأكمله إلى مجموعة من المنحرفين وخاصة أن كان يملك قوة في الخطبة وقدرة على جذب الشباب لذلك قلت بأن يتم تطبيق الإسلام بحذافيره وبوسطيته المحمدية الشريفة هي الضامن الحقيقي والوحيد للوصول للحقائق وبالتالي التفوق أخلاقيا وعلميا وعسكريا وثقافيا .

ثقافة الحرية :

الحرية ليست حركة مطلبية بقدر ماهي أفكار ومعتقدات فهي مجموعة قيم تترسخ في المجتمعات تؤدي حتميا إلى خير المجتمع والتحرر ونقصد بالتحرر هنا التحرر من القيود عامة مع أبقاء قيد الدين وقيد القانون .
الحرية ثقافة تعني بأفضل الأحوال سيادة القانون ونقصد بسيادة القانون هو التطبيق الفعلي للقانون على أرض الواقع دون التفريق بين أحد طائفيا ولا مذهبيا ولا حتى عقائديا ولا سياسا فالجامع للجميع تحت سقف الوطن هو القانون وسيادته تعني التقيد التااام بما جاء فيه من قواعد قانونيه ولوائح .
طبعا القانون يتمثل بعدة قوانين معروفة أعتقد لدى الجميع منها القانون المدني والدستوري والجنائي أو قانون العقوبات والتجاري والبحري والجوى ألخ .
لكن مايهمنا بالموضوع هو قانوني العقوبات والدستور وسأشرح ذلك : 
الدستور في جميع الأحوال هو القواعد القانونية الناظمة للدولة ككل وهو سيد القوانين بلا منازع فمنه تستمد شرعية جميع القوانين .
أما عن سبب اختياري للدستور فلأن أي عملية تغير منطقية يجب أن يتم خلالها تغير الدستور فمن خلال الدستور يتم الإستبداد ومن خلاله تأخذ الحرية طريقها واحترام المواطن بشكل عام إنما يتم عن طريق حقه الدستوري .
لذلك فهو المستهدف من أي عملية تغير .
أما قانون العقوبات فلم أسمع بتاتا بتغيره أو إسقاطه حتى في تغير أنظمة كاملة لذلك اخترت الكلام عنه لان قانون العقوبات هو مايعبر عنه بسيادة القانون لذلك مخالفة ذلك القانون ليس من الحرية في شيئ .
الكثير ممن يعرف الحرية بمخالفة القانون أي قانون العقوبات بالتالي يجد حريته في مخالفة إشارة المرور مثلا أو بالتعدي على أملاك الدولة أو بالتعدي على موظفين بالقطاع الحكومي وما إلى ذلك ويعد ذلك من الحرية أي أن الحرية في نظرهم هي مخالفة القانون بيد أن الحرية هي سيادة القانون والعودة إلى تطبيقة الفعلي فقانون العقوبات لايتغير أنما يتم تعديل بعض مواده لذلك لا أدري كيف يفتى بمخالفته حتى لو تم إسقاط أنظمة بشكل كامل فلايمكن إسقاط قانون العقوبات ومن هنا أحببت أن أذكر علٌ الذكرى تنفع .
طبعا ثقافة الحرية تعنى بالأساس بالفرد بداية ثم المجتمع ونقصد بذلك هو التطبيق الحقيقي للحرية على الفرد بالتزامه بسيادة القانون وبالتحلي بأخلاق الحرية وثقافتها وسأعطي مثالا على ذلك : 
مثلا لو وقفت في محطة قطارات أو محطة حافلات في بلد غربي وقارنتها ببلد شرقي فانظر بأم عينك ماذا سترى .؟
الغرب بدون تواجد أمني ستجد انضباطهم بأفضل حال بينما لو ألقينا نظرة على الواقع العربي في محطة حافلات لوجدت العجب العجاب في ذلك ثم تتهم الحكومات في ذلك بينما الحكومات وفرت البناء والمكان والحافلات وأيضا رجال الأمن المسؤولين عن تلك الحافلات لكن لاأعلم لماذا لاتوجد هذه الثقافة في عالمنا العربي لماذا حتى بوجود رجال الأمن يتم خرق القانون أو خلق فوضى .
سأتكلم عن تجربة شخصية حصلت معي في السفارة السورية حينها ذهب لتجديد الجواز فقابلني الموظف بكل لطافة وتمت المعاملة لكن ما لفت انتباهي أن أحد الأشخاص بدأ بالصراخ داخل السفارة فقال له الموظف قلت لك نصف ساعة وننجز العمل وتأخرنا عشر دقائق فأين المشكلة انتظر قليلا ؟
المشكلة بأن المواطن بدأ بالصراخ والشتائم مما اضطر لأن يحضر أحد المسؤولين بالسفارة فقال له حرفيا هل نعمل تحت أمرك انتظر قليلا بعدا تم انجاز العمل 
أخيرا نقول : 
الحرية مصطلح رنان يتطلب سنوات من التحضير له قبل إطلاقه فليس من المنطق أن يتم التحول الديمقراطي بين ليلة وضحاها دون التحضير لتثقيف المواطن على الحرية وسيادة القانون وليس من المنطق بتاتا التحول بشكل فجائي وترك المجتمع يتحمل تبعات التحول السلبية التي قد تعصف به في رياح التخريب .
الحرية مطلب للجميع بدون استثناء ويجب التفريق بين الحرية والفوضى ويجب التثقف والتعلم بداية كيف يتم التطبيق الفعلي لها ثم المطالبة في الحصول عليها وتطبيقها على المجتمع ككل بتطبيق سيادة القانون والفصل دستوريا بين السلطات الذي سأتلكم عنه قليلا : 
مبدأ الفصل بين السلطات هو من المبادئ الهامة التي تعنى بالحفاظ على النظام الجمهوري وتطبيق الحرية والديمقراطية بأبهى صورها وهي حق دستوري كفلته دساتير جميع الدول بلا استثناء لكن المشكلة تكمن دائما بالتطبيق الفعلي وليس بالإقرار الخطي .
مبدأ الفصل بين السلطات يعني السلطات الثلاثة من تشريعية وتنفيذية وقضائية فالسلطة التشريعية تتمثل في مجلس الشعب او البرلمانات بشكل عام والتنتفيذية هي بأغلب الدول مجلس الوزراء والحكومة بشكل عام والقضائية لاتخفي على أحد التي تتمثل بالمحاكم والقضاة.
فمطلب الفصل بين السلطات كي نجعل من السلطة التشريعية تراقب عمل السلطة التنفيذية ويكون للقضاء إشراف عام على جميع أحوال البلاد ولايكون هناك تعدي من سلطة على أخرى أو الحد من أي سلطة والفصل التام بينهم .
من هنا نكون قد أقرينا ماهو ضامن حقيقي وأساسي لعدم الإستبداد وضمان الديمقراطية بأبهى صورها .
فالسلطة التشريعية تمثل الشعب الذي هو مصدر السلطات بالتالي يكون هناك رقابة من الشعب على عمل باقي السلطات ويكون الشعب مشترك بكل قرار يتخذ من قبل السلطة التنفيذية 


اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق