الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا وحبينا محمد وعلى آله وصحبه

وسلم تسليما كثيرا اما بعد : 
يقع على أحدنا ظلما من شخص ما إما بماله أو نفسه أو حتى بقتل أحدا ما من

أفراد أسرته فنقوم بهجوم ساحق ضده بالشتائم والسباب وحتى بكيل الضربات له

ولانعلم بأن تلك الهجمات هي هجمات على الذنوب وذلك في كل مرة نقوم فيها بالغيبة

عليه يكون قد حصل منا على حسناتنا وطرحت علينا من سيئاته ويكون بذلك هو الظالم

قد ربح جزئيا فقد ربح ظلمه بالدنيا وربح بالأخره بمسح كثيرا من ذنوبه وكسب حسناتنا

والخاسرجزئيا هو المظلوم الشاتم فقد طرحت عليه الذنوب وبنفس الوقت قد ظلم في

الدنيا بمظلمه معينة .

سمعت أن شخصا قام بالاحتيال على شخص أخر فقام ذلك الشخص المظلوم برفع قضية على الظالم

وفي أثناء القضية وفي فتره مات والد الظالم فقام المظلوم بزيارته وتقديم التعازي

فتفاجأ الناس من دخوله وقالوا له : إن الذي بينك وبينه كبير جدا وهناك قضية ومحكمه وهو

من احتال عليكي بأموالك فقال ذلك الرجل الصالح : إخواني القضيه مرفوعه ولن اتنازل عن ذره

حق اغتصبه مني هذا الرجل لكن له علي حق الاسلام وله علي حق عيادته وحق زيارته وحق السؤال 

عنه وله علي حق التعازي ولكني لم ولن أتنازل عن حقوقي والقضية في المحكمه وسأحصل إن شاء الله

تبارك وتعالى على حقي كاملا منه .

انظروا إلى تفكير ذلك الإنسان الصالح والتقي فهو لايرد أن يخسر شيئا من حقوقه في الدنيا

ولا في الأخرة فهو لايريد أن يقدم هدية مجانية لذلك الجاني بلأخذ من سيئآته وإعطائه حسنات منه .


أخوتي وإن تعرض أحدنا بمظلمة معينة فإن الله تعالى أعطانا الحق في المطالبة بها ولكن بطرق شرعية

فلا يجب علينا كيل الشتائم والسباب والضرب و و و الخ فذلك يضر بك ولن يضر الجاني 

يقول عليه الصلاة والسلام : ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس ؟ قالوا:المفلس فينا

من لا درهم له ولا متاع , قال صلى الله عليه وسلم : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة 

وصيام وزكاة , ويأتي وقد شتم هذا ,وقذف هذا , وأكل مال هذا , وسفك دم هذا , وضرب هذا , فيعطي

هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه أخذ منخطاياهم

فطرحت عليه ثم طرح في النار ) .. (رواه مسلم)

ليكن الحق معك ولتطالب به ولتأخذ حقك لكن دون أن ينتابه أن نقصان من حسناتك فوالله الجاني

لايستحق منك أن تمنحه هدية مجانية من حسناتك أو ان تأخذ شيئا من سيئآته )

كثرة الضغط على النفس والتكفير بالمظلمة يؤدي إلى كثير من المشالكل النفسية والعضوية

فقد قال بعض الاطباء بانهم جربوا قياس ضغط او نبض شخص يفكر في تمارين رياضيه فكانت النتيجه

ان النبض واحد في حال كان يركض او في حال كان يفكر بالركض مع التحفظ على هذه النتيجه من

قبلي جزئيا لكن مايهمنا هي الاشكاليات التي تحدث من وراء التفكير بالانتقام غير الشرعي

من ضغط وسكر وتعب وارهاق وهذه ايضا خسائر فلانريد ان يقع علينا الظلم وتنهال علينا الامراض

من كل جهه ونحنا بالتالي الخاسرين.


وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم